المــــــظــــــلــــــوم كنت تحينها في بداية دخولي لما يسمى ب(سن المراهقه) ، فلم أكن أعرف عنه سوى أسمه .. لقد أدخلتني هذه الكلمه إلى بحور الدموع ، إلى بحور دونما عنوان . فكم ضربت لأجلها وكم شتمت بسببها ، فأنا للأسف أكبر أخواني وحقل تجارب لوالدي لوسائلهم الفاشله مع الأسف للتربيه..
لقد كان والدي من المثقفين ، فلا تخلو أيديهم من كتب التربيه ووسائلها ، التي لم تكن إلا مظهر بالنسبة لي .. فلم تكن لي حريه ولم أكن أستطيع حتى الخروج مع زملائي ولم....ولم.... ، آآآه كم هي كثيرة تلك الأشياء التي حرمت منها ، كنت عندما أسمع عن زملائي وحياتهم أتألم ، كنت أتمنا حينها أني لم أولد .. أبرز ما كان يعكر علي حياتي هي لعنة تسمى بالشك ..!! فلم أتهنى بطفولتي بسببها ، فقد كان والدي كثيري الشك ، كثيري المراقبه ، فلم يكد الليل يرخي جفونه حتى يبدأ الحساب ويبدأ العقاب والأستجواب.. كم أكرهك أيها الشك فقد أهلكت فرحتي ، وقتلت ضحكتي ، ودمرت أبتسامتي ، فكم صدمت بسببك ، وكم بكيت عند قدومك ، فيالها من صدمات..
¤صدمتي الأولى¤ في يوم تعيس ، عدت من المدرسه والفرح يغمرني والأبتسامه تملاء وجهي ، عدت وليتني لم أعد حينها ، عند دخولي قابلني والدي ليس بحضن أب فرح بعودة أبنه بل بشتم يظن أنه رفع من قدره ، توقفت حينها ساكنا وأختفت تلك الأبتسامه كطيف عابر ، رجعت خطوة للوراء فناداني بصوت طارت على أثرها العصافير القريبه من المنزل ، كأسد جائع زئر وهربت الحيوانات خوفا من أن يأكلها: المنذر..!! فوقفت ساكنا وقدماي لم تعد تقوى على حملي، وأجبته بصوت يملأه الخوف ووجه يبرق بالبراءه: نعم أبي . فقال لي وبنفس نبرة الصوت: أتبعني إلى الغرفه ، وإن لم تأتي خلال خمس دقائق فلا تلم إلا نفسك، وذهب.. فأخذت أفكر ، ترى هل أهرب حتى يهدأ أم أذهب إليه؟!! ولكني إذا هربت إلى أين سأذهب في هذه الساعه؟!! مرت خمس دقائق وأنا لم أحرك أصبع .. بعد لحظه سمعت صرخه هزت أرجاء المنزل: أين أنت يالمنذر؟!! رددت بصوت مبحوح حتى أنا نفسي لم أسمع ما قلت: أنا قادم يا أبي.. صعدت السلالم وساقاي ترتجفان خوفا ، وفي كل خطوه يزيد خفقان قلبي ، لم تمر لحظات إلا وأنا أمام غرفة والدي ، إستجمعت قواي وأمسكت مقبض الباب وفتحته بخفه وأنا أدعوا أن يمر هذا اليوم بسلام.. دخلت حينها قابلني والدي بوجه غاضب ويحمل بيده مجموعه من النقود: من أين لك هذه النقود؟!! لقد أخافني مظهره وتعلثم لساني وخانني التعبير: لقد....لقد .... لقد ، فقاطعني غاضبا: قل بسرعه قبل أن يشتد غضبي عليك أكثر..!! فزاد خوفي وزاد هلعي: ل..ل..ل ، لقد جمعتها من مصروفي الخاص.. ونزلت حينها دمعة خائنه خافت على نفسها فهربت.. وكلمني مستهزاء : كيف لك أن تجمع هذا المبلغ وأنت لا تستطيع إيداع ثلاث حجرات معك لمدة يومين..!! فأجبته ببراءه: بلا أستطيع.. فأنفعل ورأيت شرر الغضب يتطاير من عينيه وقال:أنا لا أمزح ، قل لي من أين سرقتها؟!!! فأنصدمت ووقفت مشدوها لا أدري ماذا أقول أو ماذا أفعل فخرجت من بين ثنايات شفتي كلمات: س..س..س سسرقتها..!!!! ، أنا أسرق؟!! لم تستطع قدماي حملي فجلست .. وعندما رآني هكذا أعتقد أن مشاعره عادت إلى العمل فقال لي: إذهب الآن وسنتحدث فيما بعد .. ذهبت إلى غرفتي وتلك الكلمات مازالت تحرك شفتاي (أنا سارق..!!!) .. نمت في سريري وعيني تنزف دموعا ، في ذلك اليوم لم أخرج من غرفتي ، بعد أن أرخى الليل جناحيه قررت أن أكون أشد من ذلك وأنسى ما حدث وودعت الحزن مع الليل، نمت وأستيقظت في الصباح وكان يوم الخميس ، أستيقظت وفتحت صفحه جديده فمن شيمي أن أضحك ظاهريا وقلبي يتألم ، وأخذت بقول القائل:
لتكن حياتك كلها أملاً جميلاً طيباً
ولتملأ الأحلام نفسك في الكهولة والصبا
مثل الكواكب في السماء وكالأزهار والرّبا
.....
لقد كان لا فرق عندي بين الليل والنهار بين الصبح والمساء أما الآن فالفرق بينهما كالفرق بين النهر والمستنقع فالنهار يظهر أبتسامات منافقه، والليل يحضن أدمعي المتوجعه ..
مرت بعدها أيام ولم يسألني عن النقود ولم يكلمني في الموضوع ،حتى أنه لم يعطني إياها فكنت أفكر : ترى هل أحس بالذنب أم أنه تأكد أني لم أكن سارقاً؟؟
selver611
الشمس الدافئه مراقبة عامة على منتديات عالم الاحلام
عدد الرسائل : 617 العمر : 35 تاريخ التسجيل : 28/08/2008
موضوع: رد: ܔܔܔ°•.¸.•°الــــــــمـظلـــــــوم °•.¸.•°ܔܔܔ الإثنين نوفمبر 10, 2008 4:43 pm
موضوع: ܔܔܔ°•.¸.•°الــــــــمـظلـــــــوم °•.¸.•°ܔܔܔ 
الجمعة نوفمبر 07, 2008 7:16 am
